استفيق من النوم, هاربًا من هوس يلاحقني في أزقّة أفكاري. لا قوة لي على التحكّم به أو إبعاده عنّي...فالمرض تفشّى في ذاكرتي و قلبي, فأفكاري وعواطفي باتت بعيدة عن مرفأ سلامي.
أنام كي أنساها, وفي حلمي أتذكّر ضحكتها البارزة كضحكة المشاهير, تنتظرها...ثم تبتسم. تراها في حلّتها العريقة كأميرة عصرها, تنظر شاب فآخر كمجموعة الكتب المكدّسة على رف مكتبتها, لا يرعى انتباهها غير العنوان او لون الغلاف.
في حلمي, أرى ماضيها يتسلّل الى عتبتي, ماضٍ تخشاه من شراسته و قلّة رحمته, فقصدني بإطلالة الليل تحت وهم اعتقدتُ أن تكون رفقتها الساحرة في مخيّلتي الظمآنة. لم تكثر اللحظات الى أن كشف عن حقيقته, محاولاً إقناعي بالإبتعاد عنها...لكنه لم يستطع. حتى في اللاوعي اسعى بكل ما اجمع من قوة لإبعاد شياطينها عنها, وعنّي, وأحلم بخطفها الى أحضاني حيث أعدها بالدفء والسلام.
لا أفكر بسواها, وهي لا تبالي. احاول المستحيل أن أربح قلبها ولم أربح سوى عواصف جردت مني الهدوء والسكينة والمنطق. صباحي مزيج من ضجة الحياة الخارجية...امّا اليوم, فانسابت الى داخل عالمي, فأفقت كالمجنون باحثًا عن دواء يعيد حياتي لسكّتها و سكنتها.
فجأة تطل أمامي هي, راسمة على وجهها بسمة طبعتها الذاكرة في قلبي, هذا القلب الذي يزيد ألمه مع خبرته, متعلّمًا من أخطائه لبرهة ليقع في فخ الإعجاب في غفلة, حالمًا بنسيان ألم الماضي, آملاً ان تكون هذه المرّة خاتمة لحياةٍ مُرّة ملكها الشك وسخر منها القدر.
No comments:
Post a Comment